-
サマリー
あらすじ・解説
وصف الجنةالشيخ حسن الحسينيالبحثُ عن جنةِ الدنياالحياة الطيبة، السرمديةُ والكاملةُ من كل الوجوه، لن تجدها في الدنيا! لأن موطنها في الجنة! كما قال الله: (وإنَّ الدار الآخرة لهي الحيوان) لهي الحيوان: أي الحياة الكاملة، فحياة الدنيا لا تخلو من المصائب والأكدار! إلا أنَّ المؤمن يختلفُ عن غيره، فعنده إكسيرٌ يجعل المحنة منحة، والنقمةَ نعمة، والعذابَ عذْبا، والمصائبَ ثوابا، وذلك بصبره على قدر الله، فتراه يعيش مطمئنَّ البال، مستقيمَ الحال، مرتاحَ الضمير، يتقلَّب بين واحات الإيمان في جنة الدنيا! وإن كانت المصائبُ تُحيط بكيانه، والأمراضُ تفتك بجسمه، نعم.. فالمؤمن دائمًا في خيرٍ وإلى خيرٍ، قال النبي e: (عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كلَّه خير، إن أصابته سراءُ شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراءُ صبر فكان خيرا له، وليس ذلك إلا للمؤمن)! وجَد بلال بن رباح t حلاوة الإيمان، في واقعٍ مؤلم، حينما كان يعذّب في رمضاء مكة، فسئل: كيف صبرتَ يا بلال؟ قال: "مزجتُ حلاوة الإيمان، بمرارة العذاب، فطغَت حلاوة الإيمان على مرارة العذاب؛ فصبرت"! {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} بالمال تطمئن الجيوب، وبالطعام تطمئن البطون، وبالزوجات تطمئن الفروج! لكنَّ القلوب.. لا تطمئن بالمال ولا بالشهوات ولا بالطعام! إنّما بذكر الله تطمئن القلوب! قال ابن القيّم: "إنّ في القلب شَعَثٌ لا يَلُمُّه إلا الإقبال على الله، وفيه وحشةٌ لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته، وفيه حُزنٌ لا يذهبه إلا السرور بمعرفته، وفيه قلقٌ لا يسكنه إلا الاجتماع عليه، وفيه نيرانُ حسراتٍ لا يطفئها إلا الرضى بأمره ونهيه وقضائه، وفيه فاقةٌ لا يسدها إلا محبتُه والإنابةُ إليه ودوامُ ذكره وصدقُ الإخلاص له، ولو أعطي الدنيا وما فيها، لم تُسَدَّ تلك الفاقة منه أبدًا"! ولهذا قال ابن تيمية: "إنَّ في الدنيا جنة من لم يدخلها، لم يدخل جنة الآخرة"! ولو سألتني ما هي جنة الدنيا؟ لقلت لك: جنة الدنيا هي الأنسُ بالرحمن، والعملُ بالقرآن، والتحلّي بالإيمان، ومخالفة النفس وعصيانُ الشيطان! قال مالك بن دينار: "مساكين أهل الدنيا، خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها، فقيل له: وما أطيب ما فيها؟ قال: محبةُ الله والأنسُ به! وقال إبراهيم بن أدهم: «لو علِم الملوكُ وأبناءُ الملوك، ما نحن فيه من السرور والنعيم، لجالدونا عليه بالسيوف"! فمن ذاق حلاوة الإيمان، ذاقَ السعادة والاطمئنان! ولو ضاقت عليك الأرض وأطبقت عليك السماء! إي والله.. ألم تسمعوا برجل الإيمان وهو يقول: (إنه لتمرُّ بالقلب لحظاتٌ أقول: إن كان أهل الجنة في مثل هذا، إنهم لفي عيشٍ رغيد)! أيّها المشتاق للجنّة.. جنة الآخرة تبدأ من هنا! جنة الآخرة تبدأ من جنة الدنيا، وهي جنة الذكر والطاعة، فإنَّ سرورَ القلبِ مع الله وفرحَه بالله، لا يشبهه شيءٌ من نعيم الدنيا! كان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مسجوناً في سجن القلعة بـدمشق، يقول ابن القيم: كنَّا إذا أظلمت علينا الدنيا، وضاقت بنا النفوس، ذهبنا إليه نزوره في القلعة، فوالله ما هو إلا أن نسمع كلامه ونراه، حتى نشعر بالسعادة! وكان ابن تيمة يقول لنا: "المسجون من سَجَنه هواه، والمأسورُ من أسره شيطانه"! ثم يقول: "ما يصنع بي أعدائي؟! إن جنَّتي وبستاني في صدري، أنّى ...